كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قوله تعالى {والخامسة} أي والشهادة الخامسة، وهو مبتدأ، والخبر {أن لعنة الله} ويقرأ بتخفيف {أن} وهى المخففة من الثقيلة واسمها محذوف، و{من الكاذبين} خبر أن على قراءة التشديد، وخبر لعنة على قراءة التخفيف، ويقرأ {والخامسة} بالنصب على تقدير: ويشهد الخامسة، ويكون التقدير: بأن لعنة الله، ويجوز أن يكون بدلا من الخامسة.
قوله تعالى {وأن تشهد} هو فاعل يدرأ، و{بالله} يتعلق بشهادات، أو بأن تشهد كما ذكرنا في الأولى.
قوله تعالى {والخامسة أن غضب الله عليها} هو مثل الخامسة الأولى، ويقرأ {أن} بالتشديد، و{أن} بالتخفيف، وغضب بالرفع، ويقرأ غضب على أنه فعل.
قوله تعالى {ولولا فضل الله} جواب {لولا} محذوف تقديره: لهلكتم ولخرجتم، ومثله رأس العشرين من هذه السورة.
قوله تعالى {عصبة منكم} هي خبر {أن} ومنكم نعت لها، وبه أفاد الخبر.
قوله تعالى {لا تحسبوه} مستأنف، والهاء ضمير الإفك أو القذف، و{كبره} بالكسر بمعنى معظمه، وبالضم من قولهم: الولاء للكبر، وهو أكبر ولد الرجل: أي تولى أكبره.
قوله تعالى {إذ تلقونه} العامل في إذا مسكم أو أفضتم، ويقرأ تلقونه بضم التاء من ألقيت الشيء إذا طرحته، وتلقونه بفتح التاء وكسر اللام وضم القاف وتخفيفها، أي تسرعون فيه، وأصله من الولق، وهو الجنون، ويقرأ تقفونه بفتح التاء والقاف وفاء مشددة مفتوحة بعدها وأصله تتقفون: أي تتبعون.
قوله تعالى {أن تعودوا} أي كراهة أن تعودوا فهو مفعول له، وقيل حذف حرف الجر حملا على معنى يعظكم: أي يزجركم عن العود.
قوله تعالى {فإنه يأمر} الهاء ضمير الشيطان أو ضمير من، وزكا يمال حملا على تصرف الفعل، ومن لم يمل قال الألف من الواو.
قوله تعالى {ولا يأتل} هو يفتعل من أليت: أي حلفت، ويقرأ يتأل على يتفعل وهو من الألية أيضا.
قوله تعالى {يوم تشهد} العامل في الظرف معنى الاستقرار في قوله تعالى: {لهم عذاب} ولا يعمل عذاب لأنه قد وصف، وقيل التقدير: اذكر وتشهد بالياء والتاء وهو ظاهر.
قوله تعالى {يومئذ} العامل فيه {يوفيهم} و{الحق} بالنصب صفة للدين.
وبالرفع على الصفة لله، ولم يحتفل بالفصل، وقد ذكر نظيره في الكهف.
قوله تعالى {لهم مغفرة} يجوز أن يكون مستأنفا، وأن يكون خبرا بعد خبر.
قوله تعالى {أن تدخلوا} أي في أن تدخلوا وقد ذكر.
قوله تعالى {من أبصارهم} {من} هاهنا بمعنى التبعيض: أي لا يلزمه غض البصر بالكلية، وقيل هي زائدة، وقيل هي لبيان الجنس، والله أعلم.
قوله تعالى {غير أولى الإربة} بالجر على الصفة أو البدل، وبالنصب على الحال أو الاستثناء، وقد ذكر في الفاتحة، و{من الرجال} نصب على الحال وإفراد {الطفل} قد ذكر في الحج.
قوله تعالى {من زينتهن} حال {أيها} الجمهور على فتح الهاء في الوصل لأن بعدها ألفا في التقدير: وقرئ بضم الهاء إتباعا للضمة قبلها في اللفظ وهو بعيد.
قوله تعالى {والذين يبتغون} رفع أو نصب كما ذكر في {الذين يرمون المحصنات}.
قوله تعالى {من بعد إكراههن غفور} أي غفور: أي لهن.
قوله تعالى {الله نور السموات} تقديره: صاحب نور السموات، وقيل المصدر بمعنى الفاعل، أي منور السموات {فيها مصباح} صفة لمشكاة.
قوله تعالى {درى} يقرأ بالضم والتشديد من غير همز: وهو منسوب إلى الدر شبه به لصفائه وإضاءته، ويجوز أن يكون أصله الهمز ولكن خففت الهمزة وأدغمت وهو فعيل من الدرء، وهو دفع الظلمة بضوئه، ويقرأ بالكسر على معنى الوجه الثاني ويكون على فعيل كسكيت وصديق، ويقرأ بالفتح على فعيل وهو بعيد {توقد} بالتاء والفتح على أنه ماض، وتوقد على أنه مضارع، والتاء لتأنيث الزجاجة، والياء على معنى الصباح، و{زيتونة} بدل من شجرة، و{لا شرقية} نعت {يكاد زيتها} الجملة نعت الزيتونة {نور على نور} أي ذلك نور.
قوله تعالى {في بيوت} فيما يتعلق به في أوجه: أحدها أنها صفة لزجاجة في قوله: {المصباح في زجاجة} في بيوت.
والثانى هي متعلقة بتوقد: أي توجد في المساجد.
والثالث هي متعلقة بيسبح، وفيها التي بعد يسبح مكررة مثل قوله: {وأما الذين سعدوا ففى الجنة خالدين فيها} ولا يجوز أن يتعلق بيذكر لأنه معطوف على ترفع، وهو في صلة {أن} فلا تعمل فيما قبله، ويسبح بكسر الباء، والفاعل {رجال} وبالفتح على أن يكون القائم مقام الفاعل له أو فيها، ورجال مرفوع بفعل محذوف كأنه قيل: من يسبحه؟ فقال رجال: أي يسبحه رجال: وقيل هو خبر مبتدأ محذوف: أي المسبح رجال، وقيل التقدير: فيها رجال {وإقام الصلاة} قد ذكر في الأنبياء أي وعن إقام الصلاة {يخافون} حال من الضمير في تلهيهم، ويجوز أن تكون صفة أخرى لرجال.
قوله تعالى {ليجزيهم} يجوز أن تتعلق اللام بيسبح، وبلا تلهيهم، وبيخافون ويجوز أن تكون لام الصيرورة كالتى في قوله: {ليكون له عدوا وحزنا} وموضعها حال، والتقدير: يخافون ملهين ليجزيهم.
قوله تعالى {بقيعة} في موضع جر صفة لسراب: ويجوز أن يكون ظرفا، والعامل فيه ما يتعلق به الكاف التي هي الخبر، والياء في قيعة بدل من واو لسكونها وانكسار ما قبلها، لأنهم قالوا في قاع أقواع، ويقرأ قيعال وهو جمع قيعة، ويجوز أن تكون الألف زائدة كألف سعلاة فيكون مفردا، و{يحسبه} صفة لسراب أيضا، {شيئا} في موضع المصدر: أي لم يجده وجدانا، وقيل شيئا هنا بمعنى ماء علا ما ظن {ووجد الله} أي قدر الله أو إماتة الله.
قوله تعالى {أو كظلمات} هو معطوف على كسراب، وفى التقدير وجهان:
أحدهما تقديره أو كأعمال ذى ظلمات، فيقدر ذى ليعود الضمير من قوله إذا أخرج يده إليه، وتقدر أعمال ليصح تشبيه أعمال الكفار بأعمال صاحب الظلمة، إذ لا معنى لتشبيه العمل بصاحب الظلمات.
والثانى لا حذف فيه، والمعنى أنه شبه أعمال الكفار بالظلمة في حيلولتها بين القلب وبين ما يهتدى إليه، فأما الضمير في قوله: {إذا أخرج يده} فيعود إلى مذكور حذف اعتمادا على المعنى تقديره: إذا أخرج من فيها يده {في بحر} صفة لظلمات، و{لجى} نسبة إلى اللج، وهو في معنى ذى لجة، و{يغشاه} صفة أخرى، و{من فوقه} صفة لموج.
وموج الثاني مرفوع بالظرف لأنه قد اعتمد: ويجوز أن يكون مبتدأ والظرف خبره، و{من فوقه سحاب} نعت لموج الثاني، و{ظلمات} بالرفع خبر مبتدأ محذوف: أي هذه ظلمات ويقرأ سحاب ظلمات بالإضافة والجر على جعل الموج المتراكم بمنزلة السحاب ويقرأ سحاب بالرفع والتنوين، وظلمات بالجر على أنها بدل من ظلمات الأولى.
قوله تعالى {لم يكد يراها} اختلف الناس في تأويل هذا الكلام، ومنشأ الاختلاف فيه أن موضوع كاد إذا نفيت وقوع الفعل، وأكثر المفسرين على أن المعنى أنه لا يرى يده، فعلى هذا في التقدير ثلاثة أوجه: أحدها أن التقدير: لم يرها ولم يكد، ذكره جماعة من النحويين، وهذا خطأ لأن قوله لم يرها جزم بنفى الرؤية، وقوله تعالى: {لم يكد} إذا أخرجها عن مقتضى الباب كان التقدير: ولم يكد يراها كما هو مصرح به في الآية، فإن أراد هذا القائل لم يكد يراها وأنه رآها بعد جهد، تناقض لأنه نفى الرؤية ثم أثبتها، وإن كان معنى لم يكد يراها لم يرها البتة على خلاف الأكثر في هذا الباب فينبغي أن يحمل عليه من غير أن يقدر لم يرها.
والوجه الثاني أن كاد زائدة وهو بعيد.
والثالث أنه كان أخرجت هاهنا على معنى قارب، والمعنى لم يقارب رؤيتها، وإذا لم يقاربها باعدها، وعليه جاء قول ذى الرمة:
إذا غير النأى المحبين لم يكد ** رسيس الهوى من حب مية يبرح

أي لم يقارب البراح، ومن هاهنا حكى عن ذى الرمة أنه روجع في هذا البيت فقال: لم أجد بدلا من لم يكد، والمعنى الثاني جهد أنه رآها بعد، والتشبيه على هذا صحيح لأنه مع شدة الظلمة إذا أحد نظره إلى يده وقربها من عينه رآها.
قوله تعالى {والطير} هو معطوف على من، و{صافات} حال من الطير {كل قد علم صلاته} ضمير الفاعل في علم اسم الله عند قوم، وعند آخرين هو ضمير كل وهو الأقوى، لأن القراءة برفع كل على الابتداء، فيرجع ضمير الفاعل إليه، ولو كان فيه ضمير اسم الله لكان الأولى نصب كل، لأن الفعل الذي بعدها قد نصب ما هو من سببها، فيصير كقولك: زيدا ضرب عمرو غلامه، فتنصب زيدا بفعل دل عليه ما بعده، وهو أقوى من الرفع، والآخر جائز.
قوله تعالى {يؤلف بينه} إنما جاز دخول بين على المفرد، لأن المعنى بين كل قطعة وقطعة سحابة، والسحاب جنس لها {وينزل من السماء} من هاهنا لابتداء الغاية فأما {من جبال} ففى {من} وجهان:
أحدهما هي زائدة، هذا على رأى الأخفش.
والثانى ليست زائدة.
ثم فيها وجهان:
أحدهما هي بدل من الأولى على إعادة الجار، والتقدير: وينزل من جبال السماء: أي من جبال في السماء، فعلى هذا يكون {من} في {من برد} زائدة عند قوم، وغير زائدة عند آخرين.
والوجه الثاني أن التقدير: شيئا من جبال، فحذف الموصوف واكتفى بالصفة، وهذا الوجه هو الصحيح، لأن قوله تعالى: {فيها من برد} يحوجك إلى مفعول يعود الضمير إليه فيكون تقديره وينزل من جبال السماء جبالا فيها برد، وفي ذلك زيادة حذف وتقدير مستغنى عنه، وأما من الثانية ففيها وجهان:
أحدهما هي زائدة.
والثانى للتبعيض.
قوله تعالى {من يمشى على بطنه} و{من يمشى على أربع} {من} فيهما لما لا يعقل، لأنها صحبت من لمن يعقل، فكان الأحسن اتفاق لفظها، وقيل لما وصف هذين بالمشى والاختيار حمله على من يعقل.
قوله تعالى {إذا فريق} هي للمفاجأة، وقد تقدم ذكرها في مواضع.
قوله تعالى {قول المؤمنين} يقرأ بالنصب والرفع، وقد ذكر نظيره في مواضع.
قوله تعالى {ويتقه} قد ذكر في قوله تعالى: {يؤده إليك}.
قوله تعالى {طاعة} مبتدأ، والخبر محذوف: أي أمثل من غيرها، ويجوز أن يكون خبرا والمبتدأ محذوف: أي أمرنا طاعة، ولو قرئ بالنصب لكان جائزا في العربية، وذلك على المصدر: أي أطيعوا طاعة وقولوا قولا، أو اتخذوا طاعة وقولا، وقد دل عليه قوله تعالى بعدها: {قل أطيعوا الله}.
قوله تعالى {كما استخلف} نعت لمصدر محذوف: أي استخلافا كما استخلف.
قوله تعالى {يعبدونني} في موضع الحال من ضمير الفاعل في ليستخلفنهم، أو من الضمير في ليبدلنهم {لا يشركون} يجوز أن يكون حالا بدلا من الحال الأولى وأن يكون حالا من الفاعل في يعبدونني: أي يعبدونني موحدين.
قوله تعالى {لا يحسبن الذين} يقرأ بالياء والتاء، وقد ذكر مثل ذلك في الأنفال.
قوله تعالى {ثلاث مرات} مرة في الأصل مصدر، وقد استعملت ظرفا، فعلى هذا ينتصب ثلاث مرات على الظرف، والعامل ليستأذن، وعلى هذا في موضع {من قبل صلاة الفجر} ثلاثة أوجه:
أحدها نصب بدلا من ثلاث.
والثانى جر بدلا من مرات.
والثالث رفع على أنه خبر مبتدأ محذوف: أي هي من قبل، وتمام الثلاث معطوف على هذا {من الظهيرة} يجوز أن تكون {من} لبيان الجنس: أي حين ذلك من وقت الظهيرة، وأن تكون بمعنى في، وأن تكون بمعنى من أجل الظهيرة، وحين معطوف على موضع من قبل.
قوله تعالى {ثلاث عورات} يقرأ بالرفع: أي هي أوقات ثلاث عورات، فحذف المبتدأ والمضاف، وبالنصب على البدل من الأوقات المذكورة، أو من ثلاث الأولى، أو على إضمار أعنى.
قوله تعالى {بعدهن} التقدير بعد استئذانهن فيهن، ثم حذف حرف الجر والفاعل، فيبقى بعد استئذانهن، ثم حذف المصدر.
قوله تعالى {طوافون عليكم} أي هم طوافون.
قوله تعالى {بعضكم على بعض} أي يطوف على بعض، فيجوز أن تكون الجملة بدلا من التي قبلها، وأن تكون مبنية مؤكدة.
قوله تعالى {والقواعد} واحدتهن قاعدة، هذا إذا كانت كبيرة: أي قاعدة عن النكاح، ومن القعود قاعدة للفرق بين المذكر والمؤنث، وهو مبتدأ، و{من النساء} حال، و{اللاتى} صفة، والخبر {فليس عليهن} ودخلت الفاء لما في المبتدأ من معنى الشرط، لأن الألف واللام بمعنى الذي {غير} حال.
قوله تعالى {أو ما ملكتم} الجمهور على التخفيف، ويقرأ {ملكتم} بالتشديد على ما لم يسم فاعله، والمفاتح جمع مفتح، قيل هو نفس الشيء الذي يفتح به، وقيل هو جمع مفتح وهو المصدر كالفتح.
قوله تعالى {تحية} مصدرا من معنى سلموا، لأن سلم وحيا بمعنى.
قوله تعالى {دعاء الرسول} المصدر مضاف إلى المفعول: أي دعاكم الرسول، ويجوز أن يكون مضافا إلى الفاعل: أي لا تهملوا دعاءه إياكم.
قوله تعالى {لو إذا} هو مصدر في موضع الحال، ويجوز أن يكون منصوبا بيتسللون على المعنى: أي يلاوذون لواذا، أو يتسللون تسللا، وإنما صحت الواو في لوازا مع انكسار ما قبلها، لأنها تصح في الفعل الذي هو لاوذ، ولو كان مصدر لاذ لكان لياذا، مثل صام صياما.
قوله تعالى {عن أمره} الكلام محمول على المعنى، لأن معنى يخالفون يميلون ويعدلون {أن تصيبهم} مفعول يحذر، والله أعلم. اهـ.